الشاي طاغية المزاج التركي

بقلم: أبوبكر الصديق البر

 

الشاي في الصدارة 

 

يحتل الشاي مزاج الأتراك، يخترق موائدهم صباحا مساء، يقتحم الوجبات أثناءها وقبلها وبعدها، يتصدر مشروبات الضيافة، لا يأتمر بوقت أو مكان، جزء مستبد من ثقافة أرض الأناضول، في الطقس الساخن والجو البارد، تراهم يعبون منه لترات يوميا.

 

تنتهي من كوب الشاي فلا يشاورك مضيفك، يعيد ملء كاسك طلبت أم لم تطلب عبرت عن كفايتك أم لم تعبر، عليك فقط أن تترك الملعقة الصغيرة ممددة إلى فوهة الكوب، لتعلن استسلامك وتنفصل عن هذا الطقس التركي.

 

تحضير الشاي التركي

 

يضع الأتراك حبات الشاي في إبريق منفصل وتحته إبريق آخر للماء وبعد غليانه يسكب منه قليلا في إبريق آخر ثم ينقل الشاي فوق إبريق الماء زمنا حتى يجهز.

 

تختلف الأذواق بعضهم يفضلونه خفيفا أو فاتح اللون وغيرهم يشربه ثقيل داكنا، ويوضع السكر حسب الطلب ويشربه غالبا دونه ولا يخلو طقسه الحلوى كالبقلاوة التركية الشهيرة، أو الطرمبة (بلح الشام).

طريقة تقديم الشاي

تمتاز تركيا بأكواب ذات أشكال مميزة مصحوبة بطبقه الخاص ويقدم حسب الطلب ومعه ملعقة صغيرة لكل كوب.

 

زراعة الشاي التركي

يزرع بكثافة على مساحات شاسعة في منطقة ريزا، أكثر البلدات مساحات منبسطة في تركيا.

وتعني كلمة ريزا – حسب لغة السكان الأصليين – جانب الجبل الأخضر على شاطئ البحر، وتقع إلى الشرق من مدينة طرابزون في أقصى شمال تركيا على البحر الأسود، وترقد على منحدر صخري.

وهي عاصمة محافظة ريزا، ولكنها تتميز عن طرابزون المدينة السياحية المجاورة الخلابة، ويغطي إنتاج ريزا من الشاي احتياجات تركيا واستهلاكها الكلي من هذا المشروب، كما يصدَّر ما يفيض إلى الخارج.

أهل هذه المنطقة يقدمون مشروب تركيا الأول إلى الضيوف والسائحين، وحولهم منظر الحقول المزروعة بالشاي أخّاذ بروعة خلابة حتى لا تكاد ترى وجه الأرض في ريزا من كثافة الشاي المزروع فيها.

 

إسطنبول -تركيا

 

شارك المنشور

مقالات ذات صلة